السادس من نيسان

قضيت اليوم في تركيب طاولة تصلح مكاناً للتخزين أيضاً، حيث كان يفترض بي أن أقطن لدى عائلتي مؤقتاً وأن نتسلم الشقة بعد الإصلاحات التي استمرت عدة أشهر خلال أسبوعين، لم يتوقع أحد أن يحصل ما يحصل الآن في العالم، كما تواصل معي اليوم مدير الفريق الذي انتقلت إليه هذا الأسبوع وذلك لأن القسم السابق الذي كنت فيه قد ذاب في عملية إعادة الهيكلة.

لا شيء يبدو مستقراً، وأحياناً عندما أسترجع حياتي عامةً أجدها عبارة عن مراحل عدة من عدم الاستقرار والتحرك والتغير المستمرين. وصلت إلى استنتاج منذ مدة عندما بدأت أسائل نفسي كثيراً: متى سأحظى ببعض السكينة وأستريح من عناء ووعثاء التنقلات الداخلية والخارجية المستمرة؟

ووصلت إلى أنه لا يوجد مستراح ومستقر ومستودع في هذه المرحلة من حياة الإنسان، فهي رحلة مستمرة يتغير فيها وتتقلب فيها أحواله، يبحث فيها فيجد ما يجد ويفقد ما يفقد. وأن أحد مصادر قلقه المستمرة هي بحثه عن الاستقرار الأبدي في هذه الحياة، التي لا ثابت فيها سوى التغير وتقلب الحال.

أتوق إلى السكينة مع كل ما يحصل في حياتي وفي العالم، كلما أحسست أن القلق بدأ يستشتري في نفسي وبدأ تكاثر الأفكار المخيفة، أحاول تذكير نفسي أنه سبحانه المتصرف في هذا الكون وأنه ليس لي من الأمر شيء، أدعو الله باسمه اللطيف أن يلطف بأفئدتنا ونفوسنا وأن يذهب عنا هذا الحزن وأن يتفضل علينا بالثبات والسكينة والسلام والتسليم.

(تم اليوم إعلان فرض حظر الحركة الكامل في مدينة الرياض، لم أكن أخرج في الفترة الماضية إلا كل ثلاثة أسابيع من أجل شراء حاجياتي، لكن الوقع النفسي للخبر غريب).

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s