كان يومي طويلاً ومليئاً ابتداءً بالاجتماعات والعمل والتعرف إلى عمل الفرق الجديد والتواصل مع شركات الشحن لملاحقة طلباتي، وانتهاءً بمحاولة الاستمرار في التمارين الرياضية، حضور جلستي الأسبوعية مع الأخصائية، وكتابة قوائم بالخضراوات التي قد أحتاجها خلال الأسابيع القادمة حتى أستطيع التواصل مع محل الخضار العضوية الذي أتعامل معه وطلبها غداً.
قررت أخذ حمِامٍ ساخن طويل، أفضل عادةً الاستحمام في بداية اليوم، لكن فعل ذلك في نهاية اليوم يذكرني بالطفولة وإيذان ذلك بانتهاء اليوم حينها. تتقافز إلى ذهني العديد من الأسئلة: هل يجب علي طلب المزيد من منتجات الشعر الخاصة بي؟ أجد صعوبة في إيجاد منتجات تناسب شعري الـ”ملفلف”، فقد لا أتمكن من فعل ذلك بعد فترة من الآن نظراً للحالة العامة للعالم، أجيب نفسي: أهذا حقاً ما سيهمني إذا حالت الأمور للأسوء، ثم أرد: لكنني أرغب في أن أحافظ على شكلي مقبولاً على الأقل بالنسبة لي.
شكراً للمحادثات المستمرة داخل ذهني لا أحظى بالعديد من اللحظات المملة.
أعادني تأخر شخص عزيز في الرد على رسائلي لمخاوف الطفولة الأولى، ولاحظت أن أول ما يخطر إلى ذهني عند حصول ذلك هو ما إذا كنت فعلت شيئاً خاطئاً أغضب ذلك الشخص مني حتى وإن لم يبدر مني أي شيء، أتمنى أن أستطيع يوماً تجاوز هذا الإحساس بعدم الأمان الذي يقبع دائماً في زاوية مشاعري.
توصلت إلى أنني سأكتب وأنشر تدويناتي كيفما اتفق، لن أراجعها كثيراً وأصر على أن تكون في صورة مثالية لأنني في هذه الحالة لن أكتب شيئاً سوى مرة كل ستة أشهر أو سنة. أود الاستمرار في هذه التجربة فقط من أجل التجربة وكسر التوقعات المثالية من نفسي التي كثيراً ما منعتني -ولاتزال- من البدء في العديد من الأمور.