التاسع من نيسان

يصادف اليوم يوم الوقوف على الميزان من كل أسبوع، وللأسف الشديد لا يزال الرقم الذي أراه على الميزان أيام الخميس يتحكم بمزاجي وشعوري اتجاه نفسي بقية اليوم.

معضلة زيادة الوزن ومحاولة إنقاصه هي معضلة صاحبتني نفسياً منذ بدأت ذاكرتي في العمل. على الرغم من أنني حين أعود للصور أكتشف أن شعوري تجاه نفسي وأنا أكبر لم يكن يعكس الحقيقة، فالحقيقة كانت أن وزني كان طبيعياً إلا أن تصميم الملابس والمقاسات حينها لم يكن يأخذ في الاعتبار تقسيم الأجساد بطرق مختلفة.

كان شعوري السيء يدفعني لمزيدٍ من الأكل السيء ومن ثم تحول الموضوع إلى أكلٍ عاطفي. أستمتع بطعم الأكل الجيد وعملت فترةً مع إحدى الشركات كمتذوقة، لكن شعوري لم يكن يزدد إلا سوءاً. لا أزال مستمرةً في محاولة إيجاد علاقة متنزنة مع الطعام، تجمع بين الاستمتاع به في حدود الأكل الطيب ذا الأثر الطيب وبين عدم شيطنة أصناف مختلفة من الطعام تجعلني أنظر لنفسي بدونية حين تناولها.

بعد عدة محاولات عبر السنين تفوق عدد شعر رأسي، تمكنت هذه العام- حمداً لله-من الالتزام لأطول فترة بنظام حياتي مختلف تغيرت معه عاداتي الغذائية وفقدت تقريباً نصف عدد الكيلوجرامات التي أنتوي خسارتها. ابتعت عدة أنظمة من فهد اليحيا، أنوّع بينها وأتبع نصائحه عامةً، ووجدت أنظمته ونصائحه واقعية وتمكنني من الاستمرارية. ارتاح جهازي الهضمي من سوء الهضم والارتجاع المريئي الذي كنت أعاني منه السنة الماضية بحدة خاصةً مع الالتزام بالصيام المتقطع لأربعة عشر ساعةً يومياً وبالخطوات واستيعاب دور البروتين والدهون الصحية والوجبات الكبيرة المتفرقة في إبقاء الشعور بالشبع فترةً أطول (عكس ما كنت أعتقده ويشاع من أن تناول ست وجبات صغيرة متفرقة هي أفضل ممارسة لنزول الوزن).

لكن الصراع لا يزال مستمراً لإقناع نفسي بعدم ربط قيمتها وشعوري اتجاهها بما أتناوله وبعدد القرامات التي خسرتها. أفشل في ذلك أغلب الأحيان، حيث لا يزال الرقم على الميزان كل أسبوع هو الذي يحدد انقباضة قلبي واتساعه حتى صباح اليوم التالي.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s