الحادي عشر من نيسان

أنهي اليوم بارتشاف شاي الزنجبيل بالليمون وقراءة بعض المدونات التي احتفظت بها لقرائتها في وقتٍ هادئٍ مستقطع، أحب صوت قرع أكواب السيراميك السميكة على الطاولة أثناء ارتشاف الشاي. لم أكن يوماً من الأشخاص الذين يفضلون الشاي على القهوة ولكن وجدت أن لكثرة تناول الأنواع العطرية العشبية أثراً يتفوق على الإكثار من القهوة.

لا أتذكر أين وجدت هذا النوع وهو من أنواعي المفضلة مؤخراً، ولا أمتلك رفاهية زيارة الأماكن التي أعتقد أنني قمت بشرائه من أحدها. أظن أنني سأبدأ بالبحث عن أنواعٍ بديلة لتلك التي شارفت على الانتهاء لدي.

كان شعوري اليوم غريباً جداً، خاصةً بعد تواصل أحد الأقارب وإبلاغه لوالدتي أن عمله قام بتخفيض راتبه إلى النصف. يبدأ التوتر بالانقضاض على عقلي وجسدي وأقارب حالة الهلع. أتخيل الحال الذي سيؤول إليه العالم، كيف سيكون حال العوائل التي سيستغني أرباب العمل عن معيليهم؟

دائماً ما يختلط لدي التعاطف مع الآخر والإحساس بألمه مع قبضة ألمٍ وتوترٍ تعتصر أحشائي وقد تفوق كثيراً من الأحيان ذلك الذي يعتري صاحب الموقف نفسه. لا أزال أعمل على إيجاد اتزان بين الاستمرار في التعاطف مع إخوتي البشر دون الذوبان في آلامهم حتى تفوق أي شعورٍ آخر.

 أذكِر نفسي أننا تحت رحمة الله وأن قلقي لن يقدم أو يؤخر أي نتيجة، أنني وعائلتي بخيرٍ وفضلٍ من الله ونعمة. يغيب عن ذهني عدة أيام واقعنا المختلف هذه الأيام وفجأةً يغرقني استيعاب أدق التفاصيل المختلفة ويغمر قلبي الشوق لإخوتي وأصدقائي. 

أحاول جعل استشعار النعم والامتنان لها عادةً ذهنية يومية علها تطغى على أصوات أفكاري السوداوية التي لازمتني أكثر مما ينبغي: ممتنةٌ لأنني لازلت أشعر بحماسٍ شديدٍ عند استخدام كوبٍ جديد، ممتنةٌ لتطلعي كل يوم إلى صباح اليوم الذي يليه، إلى الاستمتاع بإعداد وتناول الإفطار والقهوة بهدوءٍ وتروي هذه الأيام، ممتنةٌ للقدرة على الضحك والكتابة.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s