
استيقظت في اليوم الخامس من رمضان بمزاج غير متزن. أحاول التركيز في مهام العمل.
كانت جلستي مع المعالجة اليوم مليئة بالبكاء الذي سمحت لنفسي به أخيراً “عن بعد” (أو ربما حاولت ابتلاعه لكن لم أتمكن من ذلك)، كانت تسألني عن مشاعري اتجاه حدثٍ ما، بدأت بوصفه بمنطقية وذكر أسبابه وتحليله، سألتني عدة مرات عن مشاعري وطلبت مني التوقف عن التفكير والتحليل بمنطقية، وأن علي الانتباه للآلية هذه التي أقوم بها دون انتباه للهرب من وصف مشاعري لأن ذلك يضعني في مكان غير مريح أبداً.
دائماً قبل الجلسة أخبر نفسي أنني لن أجد موضوعاً لأتحدث عنه، ودائماً أتفاجئ بالمشاعر التي وضعتها ولا زلت أضعها (تحت السجادة) وعواصف المشاعر بعدها. فكرة أنني لا أسمح لنفسي بمشاعرة عدة إلا إذا أخبرني أحدهم أن هذه المشاعر طبيعية.
سمعت معالجة في حلقة بودكاست تقول أن بعض مدارس العلاج بالحديث قد تتطلب خمسمائة جلسة حتى يكون الأثر واضحاً. من تجربتي الشخصية أعتقد أن العلاج بالحديث له أثر تراكمي أستوعبه حين أقارن بين وضعي حالياً وبين أول مرةٍ قررت فيها تجربته.
بدأت اليوم السادس من رمضان بطاقةٍ ومزاجٍ أفضل، أعتقد أنني وجدت الوزنية المناسبة لتوزيع وجباتي وتماريني: وجبة رئيسية بعد “فك الريق” بعد صلاة المغرب، أتمرن بعدها بساعتين أو ثلاث وأخلد للنوم، ثم أتناول سحوراً مغذياً قبل أذان الفجر بنصف ساعة. كما يبدو أن إدخال العصير الأخضر إلى الإفطار بدلاً من اللبن كان عاملاً مساعداً.
أتمنى أن أستطيع المحافظة على هذا الروتين.