حقيقةً لا أعرف لم وقع اختياري على الشهور السيريانية في تأريخ يوميات المدونة.
استيقظت اليوم بعد الساعة الثانية عشر ظهراً بسبب مواصلتي يوم الأمس وهو ما كنت أتجنبه منذ بداية رمضان، ونجحت في قلب الروتين الذي كان مناسباً.
استيقظت بذكرى موقفٍ وشعورٍ غير لطيف من الماضي، لا أعرف كيف تعمل أدمغتنا وكيف تقرر أن تجعل الأشياء تظهر على السطح دون سابق إنذار، أعتقد أن الابتعاد عن الاحتكاك المكثف بالآخرين له دورٍ في استعادة ما كان تحت الأنقاض.
قررت الخروج والدوران في الحي بلا هدى لتحريك سيارتي التي لم تتحرك منذ أكثر من شهر حتى لا تتعطل بطاريتها. كأن عضلة القيادة قد ضمرت وتحتاج إلى إعادة تأهيل من جديد بسبب انعدام استخدامها، هذا هو الإحساس الذي انتابني.
جلست للرد على رسالة بريد الكتروني من نوع الرسائل التي تعيد قرائتها وتود الاستمرار في فعل ذلك عدة مرات وتمنع نفسك من الإسهاب في الرد كي لا يستحيل إلى معلَقة، لم يزرني هذا النوع من المشاعر منذ مدة طويلة.
بعدها بدأت في مراجعة مستندٍ طلب مني شخص عزيز مراجعته له، ولا أدري لم انتباتني مشاعر الرغبة في البكاء أثناء فعل ذلك على الرغم من أنه مستندُ شديد الرسمية ولا يستدعي أي مشاعر. من أهم رفاهيات أن يكون للشخص مساحةٌ تكون له وحده يقضي فيها بعض وقته أنه يستطيع البكاء متى ما شعر بالرغبة في فعل ذلك دون أدنى مقاومة، ودون أسئلة عن الأسباب وفزع، لأن الباكي أحياناً عدة لا يستطيع وضع يده على الأسباب. أعتقد أنها أحد وسائل القلب والجسد للتفريغ وهو أمرٌ أنظر له على أنه صحي خاصةً في هذه المرحلة.
بعد الإفطار قضيت مع أختيَّ عدة ساعات على الطاولة في أحاديث عن العلاقات والصداقات والحقائق دون إحساسٍ بالوقت.
أنهيت يومي بمشاهدة حلقة أخرى من سلسلة مقابلات أوبرا التي بدأت فيها يوم أمس، يبدو أنني سأقضي على الحلقات المتبقية خلال يومين.