منتصف أيار

أكاد لا أصدق مضي قرابة أسبوعين منذ آخر مرة دونت فيها، أرغب في الالتزام بالتدوين حتى وإن لم يتعدى ذلك سطرين. مضت العديد من الأفكار والتأملات دون أي تدوين حتى في دفتري على الأقل. الوقت سريع الاختفاء، أقضي نهاري كاملاً في العمل من الساعة الحادية عشر صباحاً وحتى الساعة الخامسة وأحياناً السادسة مساءً، أمشي لمدة نصف ساعة تقريباً، يؤذن المغرب، أتناول الإفطار وأجلس مع عائلتي قليلاً لأجدها قد أصبحت التاسعة والنصف، أكمل خطواتي وأتمرن، أحاول إكمال ختمتي، أنام لساعتين قبل وقت السحور، أستيقظ لتناول السحور وصلاة الفجر، أنام بعدها لأجد اليوم التالي قد بدأ، وهكذا دوليك.

أتمنى الاحتفاظ بشعور ما بعد التمرين المنعش لأشعر بهذه الطاقة قبل البدء به ولا أحاول التحايل على نفسي حتى أبدأ، أعتقد أن جانباً من الموضوع هو الخوف على ركبتي التي قطعت شوطاً حتى أخفف ألمها عن طريق العلاج الطبيعي الذي اضطررت لوقفه بسبب الظروف الحالية. يا لتعقيد ودقة تركيب جسم الإنسان.

وللأسف أغلب المدربات الشخصيات اللاتي اشتركت معهن سابقاً لا يعرفن التعامل معها بشكل صحيح، إضافة إلى أن أغلب التمارين الموجودة على الإنترنت حتى تلك التي تدعي أنها لأصحاب الإصابات قد تضر أكثر مما تنفع، لذا تعلمت الاستماع لصوت جسدي من ناحية الألم والقدرة.

مضت نهاية الأسبوع بشكل سريع جداً قد يعود السبب إلى أنني لا أتطلع إلى يوم الأحد حقيقةً. ترهقني وتقلقني الفوضى. لكن قد تكون فوضى العمل التي بدأت منذ شهرين تقريباً جعلتني أنتبه إلى أن قلقي الذي ظننت أنني أصبحت أستطيع التحكم به بشكل أفضل لا يزال موجوداً، لكن العوامل المثيرة له اختفت لفترة، وعندما عادت عاد بكل قوته إلى جسدي ونومي وذهني وضربات قلبي.

لا أشتاق إلى هذا الشعور المزعج، الأفكار الصاخبة المتراكضة، ضربات القلب التي تكون خارج الرتم، الرغبة في الانعزال لأقنع نفسي بعدم عقلانية هذه المشاعر وأن كل شيءٍ مؤقت مهما طال، وهذا أحد الأمور القليلة المحكوم بقطعيتها في الحياة.

عند قرائتي البارحة لهذه الآية: “أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا“، أغلقت عيناي وحاولت رسم هذه الصورة، لا قلق ولا جزع، لا مخاوف ولا آلام، لا فوضى أو ضياع، وشعرت بشوقٍ عارم لها.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s