كل عام والجميع وأحبابهم بخيرٍ ورضى وعافية وألطاف ورحمات.
حقيقةً أشعر كأنني كنت في غيبوبة ما وبدأت أستعيد وعيي للتو. بالطبع كان رمضان وعيد الفطر الماضيين مختلفين تماماً ومليئين بالمشاعر المختلطة المتزاحمة. كانا دائماً مزدحمين بالبشر ليصبحا مزدحمين بالأفكار. لاحظت أن قلة الاحتكاك بالناس جعلني أتفكر أكثر في مفهومي للعلاقات والقرب، رأيتُ كيف أن العلاقات الإنسانية شديدة التعقيد، وكما أننا نستمد قوتنا النفسية كثيراً من الأحيان منها إلا أنها في المقابل تمتلك قدرةً مخيفةً على إثارة مكامن الضعف والقلق فينا. لذا شعرت أن حقيقة حاجتنا لتلك العلاقة التي لا تشوبها شائبة والتي لا يمكن أن تكون يوماً مصدر أذى أو تحطيم، بل كل ما ازداد القرب فيها ازددنا حباً وشفاءً ونوراً، هي رحمةٌ من اللطيف الرحمن لنفوسنا وقلوبنا أولاً.
في المقابل، كان حديثي مع الأخصائية اليوم يدورعن كيفية إيجاد اتزانٍ بين القدرة على الاتصال العميق بالآخر والانفتاح في العلاقة والقدرة على إظهار الضعف حتى تكون علاقة حقيقية صادقة وداعمة، وبين عدم القلق والخوف من فكرة إمكانية تخلي الآخر عنا أو رحيله لأي سبب والقدرة على استعادة التوازن عند حدوث ذلك دون استمداد قيمة الذات من الآخر فقط والاعتماد في ذلك عليه.
أتممت اليوم صيام الأيام المتبقية لي من رمضان بفضل الله. وممتنةٌ جداً لأنني استمريت في تماريني على الرغم من صعوبة إيجاد الوقت والطاقة المناسبين لأنني أحتاج إلى وقت طويل لأقوم بها حيث لا أزال مبتدئةً ولا أرغب بالضغط على جسدي والانتهاء منها سريعاً فحسب، فقد جربت النتائج الوخيمة لذلك.
اشتقت إلى الكتابة كثيراً، كنت أتمنى لو أن هناك مسجلاً يدوّن الأفكار. أتمنى أن أعود ابتداءً من الغد إلى الكتابة المنتظمة.
ممتنةٌ اليوم للضحك مع الأخوات وللأدوات والآلات والتقنيات التي نقلت إلينا الموسيقى عبر الأزمان والسنين لتكون لدينا هذه القدرة على الاستماع لهذا الكم الهائل المتنوع منها في أي وقت.
أحب أغاني أبو بكر سالم -رحمه الله- لأن فيها شيئاً ما يبعث على البهجة دائماً، أتذكر استنكاري لكل المعجبين بصوته في البدء، ولكنه يمتلك حالةً خاصةً به تحبها وترى جمالها عندما تتكرر على مسامعك عدة مرات، أنهيت يومي بالمشي والاستماع لـكما الريشة.