الثاني من حزيران

لم أستطع حمل نفسي على القيام قبل السادسة صباحاً. قررت اليوم طلب كرواسون من أحد أماكني المفضلة وقمت بإعداد البيض المنزلي -بعد الاطلاع على السعرات الحرارية للبيض في المطاعم استنتجت أنهم يضعون أطناناً من الزيت أو الزبدة حتى تصل إلى هذه الأرقام- ومن شدة استمتاعي أثناء تناول الطبق لم أستطع القراءة أو مشاهدة شيءٍ خفيف أثناء الإفطار. وددت الاحتفاظ بطعم كل قضمة.

يقول عدة مختصون أن الأكل بوعي يحتاج إلى تركيز كافة حواسنا بصراً وشماً وتذوقاً ولمساً وحتى سمعاً على ما نتناوله، وأن استغراقنا تماماً في اللحظة دون القيام بأمور أخرى يجعلنا أسرع شبعاً واكتفاءً وأكثر حضوراً واستمتاعاً. إلا أن هذه العادة والتي تضيف إلى متعتي أثناء تناول الطعام كانت معي منذ الصغر وقبل حضور الشاشات -كان من غير المسموح لنا أن نأكل أمام التلفاز وأتفهم ذلك الآن بعد أن كبرت- حيث كنت وإخوتي نقتني أسبوعياً وفي معارض الكتاب مجلدات ومجلات ميكي ومدينة البط ونكون في قمة استمتاعنا أثناء قرائتها وتناول العشاء، أذكر حتى أنني كنت أحفظها عن ظهر القلب بسبب المرات والكرات التي قرأتها فيها.

لكن مؤخراً تنبهت فعلاً أنني حين أتوقف عن فعل أي شيئ أثناء تناول ما أحب، أمتلئ بشكل أسرع وأحتفظ بشبعي لوقتٍ أطول، لا أدري إن كنت سأستطيع التخلي عن متعة المشاهدة أو القراءة أثناء تناول الطعام.

كان معظم يومي مليئاً بمهام العمل، أنهيته بمشاهدة أربعة حلقات من مسلسل البارحة القصير والذي يبدو أني سأقوم بإنهائه غداً للأسف، اشتقت لشعور التسمر أمام مسلسلٍ أو كتابٍ والتطلع لأحداثهما خلال يومي، يرجعني هذا لشعور أيام الإجازات الصيفية التي كنت أقضيها بين رفعت اسماعيل والدكتور علاء عبدالعظيم وأكون في قمة استمتاعي. للدكتور أحمد خالد توفيق رحمه الله فضلاً لا يُنسى في إثراء مخيلتي وسخريتي وحبي للقراءة.

تصبحون على خيرٍ ورضى ورحمات وأيامٍ خفيفة ظريفة.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s