أحياناً يخيل لي أن الفارق الرئيسي بين أيامي هذه الفترة هو إفطاري: قررت اليوم تناول إفطارٍ حلو المذاق وبحثت عن وصفة تشبه طبقاً كنت أتناوله سابقاً في إيرث ووجدت وصفةً مشابهة لزبدية الشوفان الساخنة المغطاة بالموز المكرمل. غيرت كثيراً في كمية المقادير بالطبع حيث أن الكمية المذكورة كثيرة بالنسبة لي كما قمت بإضافة جوز البقان، وكان حقيقةً من ألذ الأطباق التي تناولتها مؤخراً.
مضى يومي كالبارحة من حيث الانغماس في العمل، التمرين ومن ثم استكمال المسلسل الذي بدأت في حلقته الأخيرة ولا أعرف مالذي سأقوم بمشاهدته خلال إجازة نهاية الأسبوع.
قضيت وقتي قبيل المغرب في حديث رائق هادئ مع والدتي، تمنيت دائماً إمكانية الاحتفاظ بهذه اللحظات المستقطعة التي لا تشوبها شائبة وتخيفني فكرة انقضائها خاصةً بعد خوض أول تجربة وفاةٍ لشخص قريب حبيب قبل عدة سنوات وعدم عودة شعوري اتجاه الحياة لحالتها الأولية بعد ذلك.
لدي فلسفة تقول أن بحثنا البشري عن السعادة والاستقرار وما إلى ذلك هي محاولة غير واعية منا للرجوع إلى حالتنا الأولى وشعورنا الأولي قبل أول معرفةٍ، أول ألمٍ، أول فقدٍ وأول خوف.
أنهيت يومي بالاستماع لأحد الكوبليهات المفضلة للست رحمها الله وتذكر بدايات تعرفي عليها وقضاء ساعات طوال للاستماع لها دون فعل أي شيء آخر وانبهاري الذي لم تمحه السنون الطوال.
.تصبحون على خيرٍ وسعة وأرزاق وألطاف