استيقظت اليوم بشعورٍ شديد الغرابة، حقيقةً لا أعرف كيف يقرر عقلي- هذا إن كان هو المسؤول عن الأحلام حقيقةً-جمع كمية الأشخاص المتداخلين هذه دون أدنى رابط في أماكن لم أزرها مسبقاً.
أحب الصباح جداً وبداياته على الوجه الخصوص، أحب حضور البدايات الهادئة وكنت دائماً في جميع الوظائف التي شغلتها أحرص على الذهاب مبكراً قبل أن يبدأ الناس بالحضور لأبدء يومي في هدوء تام مع المكان.
تمكنت اليوم من المشي خارجاً ولم أخلد إلى النوم بعد الاستيقاظ مبكراً وأخيراً. يبهرني تأمل العصافير الصغيرة تتقافز في كل مرة، وأجد صوت الحمام أقرب لشخصٍ لجوج كثير الشكوى، تخيلت كمية التأمل التي سأستطيع ممارستها دون مهام تنتظرني بعد التقاعد إن شاء الله (ليلي طويل ولكني أتقوى بأحلام اليقظة). أتمنى الإبقاء على ذلك بقية الأسبوع خاصةً أن اختباري قد يكون خلال أسبوعين مما يعني ضيق الوقت خلال اليوم للتسكع بين الأفكار والمهام ببطء كما هي عادتي.
جربت اليوم عدم استخدام الجوال إلا للمنبه بحيث لم أحمله في يدي أو أنظر إليه لعدة ساعات بعد الاستيقاظ واكتشفت أن العديد من الأفكار في رأسي مليئة بما أشاهده وأسمعه على مواقع التواصل الاجتماعي -انستقرام على وجه الخصوص- لأناس لا تربطني بهم أي صلة، وقررت أنني أرغب في تجربة تخفيف استخدام وسائل التواصل هذين الأسبوعين إلى الحد الأدنى واستبدالها بقراءة المقالات والمدونات المجمعة، لدي فضول لأكتشف أثر ذلك على تركيزي.
انتهى اليوم مبكراً على الرغم من أنني أنجزت مهام العمل ودرست الجزئية المخصصة لليوم ولله الحمد، أحسست ببركةٍ في الوقت واكتشفت كمية الوقت التي كان يسحبها تصفح انستقرام بالساعات دون أن أحس بذلك، لكن كان هناك إحساس بالفراغ الاجتماعي إن صح التعبير زاد من شوقي لصديقاتي والحديث معهن وتبادل تأملاتنا الغريبة. جعلني هذا الفراغ أتردد فيما يتعلق بصحة قراري لكني أرغب في إكمال التجربة من باب الفضول.
تصبحون على خيرٍ وعافية وتوفيق