لم أستطع الكتابة البارحة بعد سماع الخبر المفجع، وحتى الكتابة اليوم تبدو ثقيلة. كل الأمور تبدو عديمة الأهمية.
أرتب حاجياتي في المنزل اليوم استعداداً للانتقال وأنا أفكر: يا الله ما أثقل شعور أن تضع في بيتك كل ما لديك من مشاعر ومحبة ووقت ومال وجهد ويذهب أدراج الرياح في ثانية واحدة، أن تفقد كل ما تملك دفعة واحدة دون سابق إنذار، يعتصر قلبي كمداً على كل من ذاق ذلك -وما أكثرهم- وأدعو الله أن يلطف بقلب ونفس كل من تهجر من بيته ووطنه.
تتجاذبني عدة أفكار خلال اليوم: هل الأصل في العالم الحرب أم السلم؟ فكل ما يثبته التاريخ أن التقلب هو الثابت، وأن الشر موجود مع وجود الخير مذ أن قتل الأخ أخاه.
الأمل صعب ثقيل هذه الأيام، أمارس يومي العادي ولكنني أشعر بهذا الشعور المثقل في الخلفية ولا أملك إلا تعاطفي الغير مجدي ودعائي.
لطف الله بقلوب ونفوس الأبرياء المتعبين المنهكين في كل مكان وأنزل عليهم رحماته وألطافه وبركاته وألهمهم الصبر والسلوان وثبت قلوبهم ونفوسهم بكرمه إنه على كل شيء قدير.