الرابع عشر من آب

بدأ اليوم هادئاً، أعددت إفطاري وتناولته بكل هدوء، وبدأت بترتيب الباقي من الأغراض.

استمر اليوم لطيفاً باجتماع يوم الجمعة العائلي وأحاديثه، لم أكن أتخيل أنه سينتهي كما انتهى بالطبع.

عودت نفسي منذ مدة طويلة على عدم الخوض في النقاشات والجدال، طالما أن رأي هذا الشخص لا يؤثر في حياتي مباشرةً ولا أتعرض له بشكل مستمر فلا يعنيني أن أتحدث معه وأقنعه بوجهة نظري وطريقة رؤيتي وتقييمي للأمور.

لكن للأسف ولسبب لا أعلمه حتى الآن حقيقةً، رمى أحدهم تعليقاً ووجدت نفسي أرد على تعليقه تلقائياً، بدأ الشخص بالسخرية من طريقة حديثي الحادة بعض الشيء ومن “فلسفتي” و”عاطفتي”، ووجدت أنني ازددت احتداداً ولم ينتهِ الموضوع حتى فضلت الصمت وعدم الرد.

لكن عوالق الغضب التي سرت في دمي أثناء الاحتداد استمرت بعدها حتى الآن، أكره الغضب وينهكني، ولا أستطيع هضم نفسي الغاضبة لأنني أدخل في حلقة لوم للذات على الانفعال والخوض مع شخصٍ تتضح اختلاف آرائي الحياتية وقناعتي معه وضوح الشمس. أشعر كأنني ركضت آلاف الكيلومترات. أشعر أن الغضب عندما يتملكني يظهر ضعفي ويكشف نقاطه لأنني سمحت للشخص المقابل أن يستثيره دون تحكم مني بآثاره، وأشعر بالأذى منه ومما يتركه في نفسي. تتملكني رغبة في الخروج من جلدي وفي أن أكون شخصاً آخر غيري هذه الليلة فالبقاء في هذه المنطقة منهكٌ ومزعج ولا أستطيع الخروج منها، فالوقت وحده هو الذي يمكنني من تخطيها. أعتقد أنني قد أحتاج بعض الوقت حتى أتمكن من التواجد في ذات المكان مع هذا الشخص مستقبلاً.

يتكرر الموقف ومشاعره في ذهني، ويعيدني إلى ذات الشعور، يذكرني بمواقف متكررة مع ذات الشخص منذ الطفولة، ذات شعور العجز والحنق في الوقت ذاته.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s