بدأت منذ يوم الاثنين التركيز على أن تكون جميع وجباتي منزلية وأن أتأكد من محتوياتها، وبعد الانقطاع عاماً كاملاً عن الطبخ قضيت معظم اليومين الماضيين فيه، أرغب في تعويد نفسي على السرعة في ذلك لأن هناك أنباءً بأننا قد نعود للعمل نهاية الشهر القادم. لا زلت أجد يدي ثقيلة وبطيئة ولا تزال مشكلة أقدامي تُثار عند الوقوف مدة طويلة وهو ما أعمل على إصلاحه من خلال العلاج الطبيعي، وما أطمح له هو أن أصل لمرحلة إعداد طعامي بشكل خفيف سريع لأنني أؤمن أنها مهارة مهمة خاصة لمن يرغب في تحسين جودة طعامه وبالتالي صحته.
أشعر بالرضى عند تناول وجبات منزلية دافئة وإن كانت بسيطة، وكأن علاقتي بالمنزل بدأت تتوثق بعدما بدأت بالطبخ البارحة. نسيت كمية الأصوات التي كنت أتعرض لها هنا قبل ترك المنزل مؤقتاً من بكاء أطفال الجيران وأصوات أقدامهم على السقف، ولسبب ما: اكتشفت أنني شخصٌ يتأثر بالأصوات جداً ويتوتر من تكرارها إلى درجة غير مريحة كما أن أخف صوت أو حركة توقظني من النوم، اضطررت يوم الأحد إلى أن أطلب من الأطفال الذين يلعبون في الخارج بعد الحادية عشرة مساءً أن يتوقفوا عن الصراخ لأن هناك أشخاص لديهم أعمال وأشغال في الصباح الباكر.
أنزعج أحياناً كثيرة من سهولة توتري وصعوبة تواجدي حول الآخرين وعدم مرونتي عموماً.
تلقيت اليوم خبراً مقلقاً متعلقاً بالمستقبل، لكنني لم أقلق بل غلفتني سكينة ومُسح على قلبي بطمئنينة حمدت الله عليها كثيراً، أعتقد أنني بدأت أتصالح مع فكرة محدوديتنا وأن الاجتهادات ليس هنا محل تقييمها ولا مربط الفرس.