العشرون من أيلول

تمكنت اليوم من المشي في الحي بعد شروق الشمس، كانت ليلتي مليئة بالاستيقاظ المتكرر والأفكار المزعجة. أمشي في الحي أسمع أصوات السيارات تبدأ بالحركة والحفارات تبدأ في اختراق الأراضي استعداداً لبنائها، الكثير من المباني وبعض أتربة الأراضي البيضاء. أشعر أن روحي تتوق للسكون والطبيعة في منأى عن هذا كله، سواءً أكان ذلك براً أو بحراً أو سهلاً.

أيقنت قطعاً أنني لا أحب تخصصي وإن كنت أبرع فيه، أقوم بعملي على أكمل وجهٍ كواجب مدرسي لكنني لا أشعر بأي إنجاز بل “هم وانزاح”. أشعر بنشوة الإنجاز عند تجربة طبق جديد ينجح من أول مرة وأستمتع بتناوله، باكتشاف مذاقات مختلفة والتي كان من آخرها “الكزبرة الطازجة” التي لم تدخل في شيء إلا أضافت إليه، عندما ألتقط صورة شيء ما وأندهش من جمال الالتقاطة.

مررت اليوم على تأملات في اسم الله الرفيق، وشعرت بأن الكلام موجهُ لأفكاري ومشاعري الضائجة الضائقة، وكأنه ماءٌ باردٌ بعد قحط شديد.

فكرة أصبحت تمر في ذهني مؤخراً وأتوقف للتأمل فيها: أن مربط الفرس ليست هنا، أن هناك ما يمكن أن أتطلع إليه في جنة لا خوف فيها ولا قلق ولا نصب ولا وصب، لا حزن ولا ألم، لا ظلم ولا ضياع ولا تشتت، الأحباب فيها لا يتفرقون، الآمال والأمنيات تتحقق، الحقائق تتجلى وتُعرف. على الرغم من فكرة أن هذا كله مؤقت هي فكرة مخيفة لأن هذا هو كل ما نعرف بحواسنا الخمس ونألف، إلا أنها فكرة مريحة جداً، أن قياسات وموازين البشر بما فيهم نفسي ليست هي القاطعة ولا الدائمة ولا الحقيقية.

تصبحون على خيرٍ وسلام

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s