الثلاثون من أيلول

أحب الأيام التي أستيقظ فيها مبكراً وأنجز مهامي التي تحتاج إلى مجهود بدني صباحاً، كالمشي وتمارين العلاج الطبيعي والتمارين الرياضية. بعد أسبوعٍ سأعود للعمل مؤقتاً من مقر العمل بعد انقطاع سبعة أشهر، فقد تم التنسيق على أن يعود البعض للعمل من المقر ونتبادل الحضور حتى نهاية العام تفادياً للازدحام، لا أدري كيف سأنسق وقتي حينها فحالياً أحتاج إلى ثلاثة ساعات تقريباً حتى أنتهي من روتيني الصباحي وأبدأ العمل.

جاء الفنيون اليوم لأخذ غسالة الأطباق للصيانة وقاموا بترك أحد أنابيب حوض المطبخ دون سدها مما تسبب في تسرب الماء عند استخدامه، وبالتالي لم أستطع إعداد الغداء اليوم وكانت فرصة للتناول الغداء لدى أحد مطاعمي اليابانية المفضلة.

لا أعلم إن كان يطلق على ما أمر فيه تبلداً اتجاه الواقع أو تصالحاً معه. لكنني أشعر أنني أرى وأستشعر حقائق كبرى كما لم أفعل من قبل، أتأمل في حقيقة الجري المستمر وراء الأشياء، الاقتتال لتأمين المستقبل على الرغم من أننا إذا نظرنا إلى الحقيقة المطلقة المتجردة أجد ألا أحد يملك شيئاً، لكن الجميع يعتقد أنه يفعل. حتى شعور الاستحقاق المطلق، أشعر أنني أفلته من يدي أنا التي كنت أعتقد أنني لا أمتلكه.

الألم والمعاناة جزءان رئيسيان من حياة كل من كان يوماً على قيد الحياة، فإما أن أغضب أو أتعارك وأتصارع وأحاول “منطَقَة” كل ما أمر به، أن أجد من ألقي باللوم عليه لنقصٍ فيه بشكل مستمر بما في ذلك نفسي، وإما أن أتقبل هذه الحقيقة وأحاول التعايش معها بأفضل طريقة ممكنة، دون أن أجزع أو أغوص في الجانب المظلم كلما مررت بذلك.

يحضرني هذه الأيام هذا الحديث كثيراً: “إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ”، وأشعر بسلامٍ داخلي كلما استحضرته، أن اللطيف الخبير هو المسبب وأن ما سواه ودونه أسبابٌ مجردة وإن اختلط ذلك على الأفهام والأذهان أحياناً عدة، أنني لن أخرق الأرض ولن أبلغ الجبال طولاً مهما حاولت التخطيط والقياس بمسطرتي البشرية.

لذا أدعو دائماً أن أُرزق الحكمة والفهم في التفريق بين ما يتوجب علي الاستسلام له والرضى به وبين الأسباب التي يتوجب علي اتخاذها وإن صَعُب ذلك وطال طريقه، وأن أرزق الاتزان في الجمع بينهما.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s