الرابع من تشرين الأول

الأيام الماضية لم يكن أي شيء فيها واضحاً بسبب تغيير الروتين تماماً يوم الخميس مما أدى إلى تغير طاقتي بقية الأيام، تأثير السهر على طاقتي النفسية والجسدية سريع جداً. لا أزال لا أعرف كيف أوازن بين حاجاتي الاجتماعية وزيارة جانبي العائلة في نهاية الأسبوع وحاجتي لأن أمارس كل شيء ببطء يوماً واحداً على الأقل حتى أبدأ الأسبوع بطاقة مشحونة.

لم أكن يوماً متيقنةً أكثر من الآن أنني لا أحب مجال عملي وأؤدي المهام بثقل شديد على نفسي، ذكرت ذلك مراراً وتكراراً سابقاً لكن اليوم كانت رغبتي شديدة الوضوح، أمنّي نفسي بالتقاعد والمزرعة التي سأقطن فيها أغلب أيامي حينذاك، بالمزروعات والمأكولات الطازجة والمطبخ الكبير الذي تخترقه أشعة الشمس نهاراً والسكون الذي يحيط يومي.

علاقتي بالمطبخ أصبحت وطيدة، أنهي مهامي سريعاً وأغوص في تجربة طبق اليوم. تريحني فكرة أن هناك شيئاً ما يمكنني اتباع خطوات محددة فيه وتكون النتيجة غير مخيبة للتوقعات، أن هناك شيئاً ما يمكنني السيطرة عليه دون أن يخالف كل الحقائق والتوقعات كما هي بقية الأمور التي لا سلطان لي عليها.

اليوم ولأول مرة جربت إعداد الملوخية ابتداءً بقطفها وحتى غليها، غالباً سأشتريها مجمدة المرة القادمة لكني رغبت في تجربة إعدادها من الصفر أول مرة. اختلفت مشاعري اتجاه الطعام، أستشعر رائحة الليمون الزكية، الكزبرة الطازجة، ملمس الملوخية عند فرمها، تفاعل روائح البهارات في الوعاء على النار، وأشعر بامتلاءٍ واكتفاءٍ نفسي. أعتقد أن الطبخ أصبح بالنسبة لي يشكل شكلاً من أشكال الاعتناء بالذات وحبها وتقدير جسدي وشكر النعمة.

روائح الطعام في المنزل وقت الغداء تشعرني بدفء المنزل، لا زلت أذكر ذات الشعور عند عودتي إلى المنزل من المدرسة واستقبال روائح طهي الغداء لي وارتباط ذلك بألفة المنزل.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s