الثاني عشر من تشرين الأول

أمضيت أيام نهاية الأسبوع الماضي في التحضير لعودتي إلى العمل من المكتب بعد انقطاعٍ لمدة ثمانية أشهر تقريباً، وبالطبع كنت قد نسيت الوقت والجهد الضروريان للقيام بذلك.

أصبح وقتي يُستغرق في تحضير وجبة الإفطار المتكاملة لأخذها للعمل، أعود لعمل الغداء وتناوله والقيام ببعض مهام المنزل لينتهي اليوم تقريباً على الرغم من أنني أستيقظ في الرابعة والنصف صباحاً إلا أن الوقت أصبح يتسرب من بين يدي.

اجتمعت اليوم مع مديري ومديره وكالعادة تلفظت بأمورٌ سببت لي ندماً وإحراجاً بعدها. أستطيع الكتابة بطلاقة وفصاحة تتفوق على حديثي بمراحل إضافةً إلى الحديث مع المقربين ممن أحب أو الحديث بشكل منطقي رسمي بحت، أما الأحاديث التي تضيع بين الرسمية واللباقة المفتعلة فلا أحسنها أبداً مهما حاولت.
كلما تذكرت الموقف ينتابني مغص الإحراج ويتكرر بتفاصيله.

تأكد لي خلال اليومين الماضيين أنني لصحتي النفسية والعقلية والجسدية أحتاج لأن أتواجد في مكان تدخله أشعة الشمس أثناء تواجدها خارجاً لأن مكتبي يتواجد في بقعة لا تدخلها الشمس من أي مكان، أحتاج لأن أتصل بنفسي وأتواجد معها في مكان دافئٍ مألوف “ملموم”، إلى الشعور بالإنجاز وهو حقيقةً ما كان ينتج عن بقائي في المطبخ عدة ساعات والاستمتاع بالطبق بعد ذلك أو بالكتابة أو بالقراءة أو المشي خارجاً بعد الشروق. وبعد توقف ذلك جله دفعةً واحدة أصبحت أعود من العمل بمزاجٍ سيءٍ منخفض جداً وطاقة منعدمة للقيام بأي شيء. أتخيل أنني إذا كنت أقطن في مكان من المعتاد فيه الجري في مكان مفتوحٍ دون مضايقات كنتُ غالباً سأحمل ملابس الجري معي دائماً في السيارة لأذهب بعدها وأجري أميالاً عدة لأفرغ الغضب والإحباط الشديدين اللذان يعتريانني وأتصل بالهواء والطبيعة التي تتعطش روحي إليهما.

أعتقد أن عليّ إيجاد قائمة للاستماع إليها لتحسين شعوري أثناء مشوار العودة من العمل، فالقوائم الحالية أصبحت مزعجة جراء تكرارها الدائم.

أحتاج إلى الوصول إلى نقطة تصالح مع العمل من المكتب، لا تزال لدي ثلاثة أسابيع متقطعة علي أن أعمل خلالها من المكتب حتى نهاية العام وبعد ذلك قد تتم العودة بشكل كامل. بالطبع هذا أفضل بكثير من استمرار ذلك بشكل متصل خلال جميع المدة المتبقية، لكن شعور الملل الذي بدأ في “أكل دماغي” من مهام العمل المتكررة بدء في التأثير على شعوري بكل شيء، باللاجدوى، وبالتصادم مع ذات النقطة بشكلٍ دائم في كل عمل شغلته حتى الآن.

أتمنى أن أجد يوماً الثقب في هذا الجدار.

5 comments

  1. As.wy · أكتوبر 13, 2020

    (أما الأحاديث التي تضيع بين الرسمية واللباقة المفتعلة فلا أحسنها أبداً مهما حاولت)، يا ربي كم استأنستُ بهذه الكلمات، إنها تتكلَم عني!😅
    بالنسبة للشمس، يجب عليك أن تتعرَّضي لها أكثر، للشمس أثرٌ لا يخفى على حالة الشخص النفسية، سبحان خالقها👌

    ذكَّرتني: ( سنظلُّ نحفر في الجدار، اما فتحنا ثغرة للنور، او مِتنا على وجه الجدار ) *عبد العزيز المقالح، اقرئي القصيدة، جميلة👌
    لَكَم آنسُ بمذكراتك، ودِّي💝

    إعجاب

  2. محاولة · أكتوبر 15, 2020

    آنس بقرائتك ولطف ردودك💜
    حاولت فتح الرابط لكنه لم يعمل لسببٍ ما

    Liked by 1 person

أضف تعليق