كتبت أربعة تدوينات لم تكتمل ولا أعتقد أنها ستكتمل، كانت يوميات تدل على أيامي الأسبوع الماضي. كان أسبوعاً منهكاً على جميع الأصعدة فقدت نفسي خلاله واستعدتها عدة مرات.
تلقيت خبراً من أحد الذين يهمني أمرهم وهو أمر له وقع شديد الأثر على حياتي كذلك، الخبر كان وقعه سيئاً جداً على هذا الشخص كما أن الطريقة التي حصل له بها كانت مهينة له جداً. أعتقد أنها المرة الأولى التي يكون فيها احتكاكي مع شعور القهر بهذا القرب ولا أملك أن أفعل شيئاً، وأخذني ذلك إلى رحلة داخلية دون إرادة مني.
تذكرت دعاء الحبيب عليه الصلاة والسلام حين خرج من الطائف وقد أوذي، ثم تذكرت العديد من المواقف الشبيهة التي حصلت له وهو المؤيد والموحى له. ياه، ربما هذه هي المرة الأولى التي أراها من هذا المنظور الشخصي الإنساني، كيف أنه أوذي كثيراً من القريب والبعيد والوحدة التي يبعثها هذا الأذى، وأن أذى الشخص من الغير لا يحدد مرتبته ولا منزلته الحقيقية.
أثناء الاجتماع العائلي، أنظر إلى قطعة الدجاجة المشوية التي أتناولها، أشعر أن شكلها شديد الغرابة، أحياناً تبدو الأشياء والأسماء التي اعتدت سماعها أو رؤيتها غريبةً عندما يكون ذهني مشغولاً بتفكيك أمر معقد وبمحاولة الانشغال وابتلاع القلق.
أراقب الشارع أثناء تحرك السيارة، يبدو كل شيءٍ خالياً من الروح، الأماكن مكتظة والبشر كثيرون، لكن كل شيءٍ يشبه بعضه، الأصوات والألوان والتصرفات.
أراقب انعكاس الشجر من النافذة على شاشة الجوال، أشعر أنني أرغب في الجلوس في مقعد المتفرج، لا أرغب في التحرك، الكثير من الأمور التي تحصل تبدو غير منطقية، أتأمل وجه الأحبة، أحاول الاحتفاظ بوجوههم واستشعار نعمة وجودهم ومقاومة هذه الأيام الثقال بذلك.
تتزاحم مقاطع من الآيات في ذهني دون إرادة مني تثبت فؤادي. أشعر برفاهية القدرة على مناجاة ملك الملوك المتصرف في المخلوقات جميعها في كل وقت، أحاول الوصول مع نفسي إلى هدنة مع حقيقة أن الحياة أصلها التغير وعدم الثبات، والتغير له أشكالٌ عديدة غير مريحة في كثير من الأحيان.
أستشعر نعمة أن يكون لي منزلٌ أعود له ويحتويني في نهاية اليوم، أبتعد فيه عن كل الأصوات الخارجية والزحام، ألملم شتات نفسي فيه، أطمئن وأسكن إليه.