أول أسبوعين من الإجازة- كانون الأول

هكذا بدأ أول يوم إجازة قبل أسبوعين: استيقظت من النوم بحماس لتجربة سوبرماركت جديد لشراء الاحتياجات كنوع من التغيير. على الرغم من أنني لا أنام مبكراً إلا أنني أحاول الاستيقاظ قبل الساعة الثامنة لمحاولة استغلال أيام وساعات الإجازة بأكبر قدر ممكن.
كان يوماً هادئاً بطيئاً كما أحب، الشمس شبه غائبة منذ الصباح. بعد العودة وترتيب الحاجيات استلقيت للعودة لقراءة ما بدأته قبل شهرين تقريباً وصوت المطر المنهمر يملؤ المكان.

إلا أن بقية الأسبوعين لم يكملا على نفس الوتيرة، فالركض كان مستمراً بين محلات الأثاث لأنني أرغب في إنهاء التأثيث قبل العودة إلى العمل وبين محاولة إنهاء أوراق العمل التي ازدادت صعوبتها مع التقدم في البرنامج التدريبي وبين ترتيب وجرد المنزل، حيث سأكون في مكان زميلتين عندما أعود إلى العمل الأسبوع المقبل، وكانت هذه الفكرة مقلقة لي طوال الوقت. لا أدري ماذا أطلق على هذه الحالة: القلق من العودة إلى العمل أثناء الإجازة.

لم أقم بتجربة أطباق جديدة، بل تقريباً لم أقم بطهو أي أطباق مطلقاً.

في المقابل كان هناك بعض اللحظات اللطيفة التي أحاول التمسك بها: الركض خلف ابنة أخي التي تبلغ العامين في الحديقة وتأمل الفضول الفطري والدهشة اتجاه كل شيء، بدءاً من ورق الشجر الملقى على الأرض وحتى تجربة غمس قدمها في الطين المبلل حول النخيل ومحاولة دفن وجهها في ورق نبتة الصبار، زيارة مقهاي المفضل صباحاً لتشجيع نفسي لكتابة أوراق العمل، الاستيقاظ دون منبه، إعداد كمية كبيرة من البراونيز المحلى بالتمر (أستخدم شوكولاتة داكنة بنسبة 90%)، إنهاء الليالي الشتوية بكوب من مشروب الشوكولاتة الساخنة بكريمة جوز الهند، وجدت الدولاب الذي أرغب به منذ مدة بالصدفة والمناسب لركن القهوة والشاي في صالة الجلوس والمصنوع من الصدف الأبيض المختلط بالصدف الذي يتموج لونه بين الرمادي والأزرق.

أحاول التمسك بأي شيء يدفع عني هذا القلق الذي زارني قبل عدة أشهر ويأبى مفارقتي، تزورني لحظات سكينة متفرقة بعد محاولات حثيثة لتهدئة النفس، أحاول الهرب باستمرار من الضجيج وإيجاد أماكن هادئة، لكن كيف السبيل للهرب من الضجيج المستمر في رأسي وبين جوانبي؟

استيقظت اليوم على رسالةٍ من مديري السابق يطلب مني عقد اجتماع مع رئيس القسم لعرض عمل قمت به سابقاً، استفزتني الرسالة لأنني في إجازة ولأنها كانت رسالة خالية من الذوق لا سلام فيها ولا أدب طلب بل أمر جاف، توترت كثيراً وقررت الرد بأنني سأقوم بذلك الأسبوع القادم لأنني في إجازةٍ حالياً. أشعر أن علي الاستقتال لمقاومة محاولة التعدي على وقتي الخاص وحياتي، ليس هناك تسمية أخرى لتجميل ذلك خاصةً أن السواد الأعظم يقبل هذا التعدي، يرحب به ويمجده.

أحاول مقاومة الرغبة في ترك كل شيء والهرب وهو ما أجيده، عل الناتج يتغير هذه المرة بإذن الله.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s