أول أسبوعين من كانون الثاني

كانت الأسبوع الماضي كانت عائلية بامتياز، على الرغم من أنني لا أفضل الذهاب إلى الأماكن المزدحمة وأتجنبها، إلا أنني كسرت القاعدة لأنضم إلى والدي وإخوتي لتناول الغداء يوم الخميس، وكان الأمر يستحق ذلك.
بعدها زارنا أحد الأقارب وبقي حتى منتصف الليل. ويوم الجمعة أيضاً كان اجتماعاً عائلياً. أحب الالتقاء بالأقارب -وليس لدي العديد منهم في المدينة التي أقطنها- لكنني كلما عرفت نفسي أكثر كلما تنبهت إلى أن طاقتي تُسحب وذهني يتشوش كثيراً عندما أكون محاطة بأناس عديدون لفترة طويلة. وكأنه أمر جسدي لا نفسي.

بدأ هذا الأسبوع بشكل هادئ بطيء، كلما أتيت للكتابة يزورني شعور غير لطيف، فالحديث هو نفسه هنا، وبيني وبين نفسي، ومع الأخصائية التي تراودني نفسي أن أؤجل الجلسة في كل أسبوع لأنني أشعر أنه لم يعد لدي ما يُقال. أعرف ما الذي يؤذيني، لكنني لا أعرف خطوات تغييره. أشعر بالوجهة لكنني لا أتلمس الطريق إليها.

كانت لدي جلسة هذا الأسبوع مع أحد الأقارب وهو متخصص في التقييم وفقاً لنموذج (بيركمان)، يمكن قراءة المزيد عنه لكنه عامةً نموذج يستطيع المرء من خلاله التعرف على نفسه بشكل أوضح، وإلى ميوله واهتماماته وما يناسبه سواءً كان ذلك في الحياة عامةً أو في العمل. وكانت هذه الجلسة محاولة لتحديد الخطوات التي يمكن أن تأخذ بي إلى ما أتقن عمله ويناسبني في الوقت ذاته.

على عكس نهاية الأسبوع الماضي، نهاية هذا الأسبوع هادئة، أنتظر نضج خبز الموز بدقيق جوز الهند الخالي من أي محليات، قاربت إنهاء قراءة كتاب لم أكن أرغب في انتهاءه وكنت أتباطؤ في قراءته لأجل ذلك، أنهيت مسلسلاً من ثمانية حلقات في يومين تقريباً وذهبت لزيارتين عائليتين سريعتين.

أعتقد أن الشعور الغالب على هذه الأيام هو “الطفو”، كل شيء يبدو قريباً جداً وبعيد النوال في الوقت ذاته، يغمرني الرضا للحظات طوال ويصارعه القلق والجزع، أحاول القبض على لحظات الرضا والانغماس فيها، ليس تشاؤماً ولكني أصبحت أكثر معرفة بالواقع، فعندما تحين اللحظة التالية أمتن لأنني لم أشغل عقلي وقلبي حينها بـ “ماذا سيحصل بعد”.

كل شيء يبدو غير حقيقي بما يكفي، حالياً أتمنى لو كانت لدي وسيلة أخرى للتعبير غير الكتابة والحديث، لأن هناك مشاعر لا أستطيع التعبير عنها من خلالها بوضوح. كأن كل شيء يسير بطريقة التصوير البطيئة في الأفلام، مشاعر لا تميل اتجاه السلبية ولا الإيجابية، رغبة مستمرة في الصمت والتأمل.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s