أقوم بنقع الكزبرة الطازجة في وعاء مليء بالماء وأفكر بمعضلتها: أحب الكزبرة والبقدونس وإضافة القليل منهما للأطباق ينقلها إلى مستوى آخر تماماً، لكني أحمل هم شرائها لأن غسيلها وقطفها عملية طويلة بعض الشيء إضافة إلى أن كمياتها كبيرة ويصعب استهلاكها خلال أسبوع كما أن المطبخ يمتلئ بأوراقها فأقضي وقتاً بعد ذلك في لملمتها.
تعرفت الشهر الماضي إلى وصفة فلافل منزلية مخبوزة مقرمشة أعدها كل جمعة تقريباً، وأصبح لفائض الكزبرة والبقدونس مكاناً محبباً، أعد عدة مجموعات من الخليط وأضع الفائض مقسماً في الفريزر.
منحت اليوم نفسي إجازةً من التمرين الذي عدت إليه ثلاثة أيام متتالية لأن آلام العضلات تنغص علي نومي. أحب الأيام التي أستيقظ فيها نشيطة دون سبب يذكر وأتمكن من إنجاز أغلب أعمالي خلالها.
بعد العصر، اتفقت وصديقتيّ للذهاب إلى الحديقة دون تخطيط مسبق، لم يكن هناك أحدٌ في الحديقة سوانا تقريباً. بعد صلاة المغرب غمرتني لحظات من الهدوء والسكون والألفة، كتلك التي كنت أشعر بها في ومضات من الطفولة: المبيت لدى ابنة خالتي بعد محاولات إقناعٍ طويلة ودموع ثم الاستيقاظ على صوت خالتي رحمها الله تدعونا إلى الإفطار صباحاً ب: صباح الخيرات والليرات، إفطار رمضان في منزل جدي رحمه الله في المدينة المنورة وكاسات الحديد المبخرة بالمستكة و”الحيسة” المدينية، إفطار العيد والأحاديث والضحكات والأغاني التي تليه.
أُطلق عليها ألفة ما قبل المعرفة، قبل التعرف إلى أي حقائق لم تُروَ لك، لا تشوبها شائبة ولا منغص.
مؤخراً عدت للاستماع إلى فضل شاكر في مشاويري بعد الابتعاد لفترة طويلة عن الأغاني العربية -باستثناء الست طبعاً- وأكرر الاستماع كثيراً لفين لياليك.