هناك أيامٌ أستيقظ فيها بقلقٍ شديد دون سببٍ محدد أو واضح، ويتراكم ذلك خلال اليوم.
أراجع نفسي: من أين بدأ أو أتى وما الذي استثاره؟ ولا أجد إجابة شافية.
يجعلني القلق أشعر وكأن هناك رافِعةً ما قامت برفعي إلى مكانٍ في الهواء يعلو سطح الأرض بكثير، وأن قدماي معلقتين في الهواء وأحاول إيجاد اليابسة للوقوف مرة أخرى دون جدوى، وتصبح حواسّي شديدة الحدة والابتلاع أكثر صعوبةً وكأن هناك منطاداً ضخماً يحلّق داخل حلقي.
أمارس أنشطة يومي حتى وإن أصبحت أكثر صعوبة، لا أميل إلى إلغاء كل شيء والاستسلام له لأنني لا أرغب في أن تكون له اليد العليا.
بين تجهيزات العودة إلى مقر العمل صباحاً والاجتماع العائلي ظهراً، ذهبت إلى مكان هادئ لمحاولة تخفيف حدته، لسببٍ ما عندما أذهب إلى مكان هادئٍ مختلف عن المنزل وحدي أشعر أن وجوده يتضاءل قليلاً.
أتوق للعودة إلى المنزل مساءً والجلوس وحدي بعض الوقت في هدوء تام، أشعر وكأنني كنت أمارس رياضةً شديدة الصعوبة طوال اليوم. أحاول جاهدةً ألا أكره هذا الضعف في نفسي.