سبت وأفكار عشوائية

أفضّل إنهاء يوم السبت بحمامٍ طويل ساخن محاولةً لعكس ذلك على الحالة الشعورية والتخلص من مشاعر الأسبوع الذي سبقه وبداية أسبوع جديد.

منذ العودة للعمل في المكاتب الأسبوع الماضي، أصبح نهار السبت مخصصاً لتجهيز وجبات الأسبوع التي آخذها معي للعمل، فجأة أصبحت ساعات اليوم والأسبوع تبدو أقل بكثيرٍ مما كانت عليه. إضافة لاعتيادي الصمت والهدوء لساعات طوال أثناء العمل من المنزل، لذا فإن طاقتي تكاد تكون معدومة بعد الانعزال عن الاحتكاك المكثف بالناس فترة طويلة.

الأمر الوحيد الذي كانت لدي طاقة لعمله بعد العودة من العمل وإعداد الغداء هو الجلوس ومشاهدة Mare of Easttown
سأل أحدهم “مير” في الحلقة الأخيرة: هل يخف ألم الفقد أكثر بمرور الوقت؟
فتجيب: “لا، لكن بعد مدة تتعلم أن تتعايش مع ما لا تتقبله، تدرك أن عليك رغم الألم أن تخزن طعاماً في غرفة المؤونة، وأن تدفع فاتورة الكهرباء وتغسل أغطية الأسرّة، لذا فإنك تجد طريقة للتعايش مع الألم.”

قدرة الإنسان المستمرة على التكيف مع أمورٍ كان يعتقد أنها “نهايته” وأنها ستقضي عليه تبهرني دائماً. قد يخسر البعض أجزاءً منه حتى يتمكن من ذلك، ولكنها قد تكون أجزاء نتمسك ببقائها فقط بسبب اعتيادها وألفتها، وقد يكون في التخلي عنها ما ينفعنا.

أعتقد أن من أهم الدروس التي تعلمتها هو عدم التمسك والتشبث بخطط أو أفكار أو شكل معين للحياة أو الأمور التي أتمنى حصولها، أو حتى التمسك بتصورٍ محدد عن نفسي ورغباتي، وأن أتمكن من رؤية الألم على حقيقته، أن أشعر به وأتعايش معه عندما يزورني وأعرف أنه جزء من قصتي وطريقي دون أن أحاول مقاومته و”التغلب” عليه.

أستمع مؤخراً إلى فرقة ذات طابع موسيقي يختلف عن المعتاد
Tinariwen (+IO:I) – Sastanàqqàm

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s