شفت أمس مقطع قصير لشخص يتحدث عن كيف قسم الله الأرزاق بين الناس ونوعها، وأن البعض رزقه في المال أو العلاقات أو الأخلاق وكيف تستثمر أرزاقك عندما تتعرف عليها.
لكني اليوم بعد موقف ما جائتني فكرة معاكسة نوعاً ما: ماذا لو عرفت أن أرزاقك من شيءٍ أو شخصٍ ما-وهو في أصله وفي المتعارف عليه شيءٌ أو علاقة طيّبة تعين الإنسان على نفسه وحياته ويشد أزره بها- لا يشبه الأصل والسائد في شيء، أن تعرف أنه مصدر ألم مستمر، يعلو صوته أحياناً ويخفت أحياناً أخرى، وأن ترفع الراية البيضاء وتتوقف عن صراعات محاولات تغييره لشيء لن يكونه يوماً ببساطة، حتى وإن رغبت، حتى وإن ركلت الأرض بكل قوتك؟
ماذا لو قبلت رزقي من الألم عوضاً عن هذه الحسرة التي تجتاح قلبي عند تكرر المواقف، وعرفت أن هذا رزقي في هذا الجانب، ووضعت له إطاراً، تأملته، وشعرت بكل شيء حتى أقصاه، وأقفلت باب التوقعات وتعاملت معه على شكله الذي هو عليه الآن، لا على الأماني وتجارب الآخرين؟
أن أرضى بقسمتي فيه لأن لا يد لي فيه ولا خيار للتغيير، وأتقبله لأن رفضه هو رفضٌ لأمر قدري، وهذا يضعني في صراعٍ مستمر لا نهاية له ولا نورٌ في نهاية طريقه.
أن أفلت يدي من التشبث ب“المفترض” و“الصحيح”، وأحاول التشبث بما يهدي إلي بصيصاً من نور.
وأن أحاول رؤية هذا الألم بشكل مختلف وإضافة بعض الألوان عليه، أن أتعايش معه بما يمكنني من جعله جذراً لأشياء طيّبة أخرى.
ماذا لو؟