يومٌ ربيعيٌ في فصل الخريف

اليوم، عدت إلى عادة المشي باكراً صباح الجمعة في الهواء الطّلق ومن ثم تناول الإفطار في مكانٍ مشمس أحياناً وفي حديقة أحياناً أخرى.

كان أحد الصباحات التي كانت نفسي فيها هادئة وكانت ضربات قلبي منتظمة وتنفسي على وتيرةٍ واحدة ولا أشعر بحبالٍ معقّدة تتحرك طوال الوقت داخل معدتي، ولعل من يعاني من القلق المزمن يعرف أن هذا يعدّ من نعيم الدنيا المعجل.

الهواء منعش، باردٌ لدرجة تخفف حرارة الشمس لكنها لا تتسبب في برودة الأطراف والأنف.

أخذت قراراً البارحة بالتوقف عن محاولة القفز بين الأنظمة الغذائية، أرغب في الكتابة عن ذلك بشكلٍ مطول، ويا للحرية التي أشعر بها بعد شهرين من حساب كل ما أتناوله بالجرام بميزان الطعام.

بعد الغداء العائلي خرجنا لشرب الشاي في حديقة المنزل، كان الهواء لا يزال لطيفاً، وعندما بدأت الشمس بالغروب ظهرت بعض النجوم اللامعة في السماء ومن خلفها الشفق، كانت الأحاديث المتبادلة بسيطة دون جدال أو اختلافات في وجهات النظر. أتأمل والدتي وهي تشرب الشاي وتبتسم وتدندن بعض المدائح النبوية، أغمض عيناي للحظات لأتأكد من الاحتفاظ بهذه الصورة المتكاملة في ذاكرتي.

في طريق العودة إلى المنزل، أستمع إلى كوبليه يا بختنا، وأتأمل في تقلب الأيام والمشاعر، أحاول الانغماس في لحظة الصّفا وشعور الرضا دون إعطاء أهمية للأفكار التي تعبر رأسي ذهاباً وإياباً.

يقول Will Smith في مقابلته الأخيرة عن كتابه مع أوپرا: “لا يمكنك تجنب الصعود والسقوط ومن ثم الصعود والسقوط، تحمّل عندما يحدث ما يستدعي التّحمل واستمتع عندما يكون الوقت مناسباً لذلك، لكنك لن تفلت من منحنى الصعود والسقوط. احتجت إلى عدة تجارب لأدرك أن هذا لا يحدث لأني غبي، ولا لأنني ضعيف، ولا لأنني جبان، بل لأن هذه هي الحياة. وإن كنا نستطيع الاستسلام وتقبل الأمر فإنه سيكون بإمكاننا الاستمتاع عندما يحلّ الربيع، والتشمير عن سواعدنا عندما يحل الشتاء، لكن لا يمكننا تفادي الفصول”.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s